الرئيسية / حقوق الإنسان / هل كنّا يوما نحلم بالعبث؟

هل كنّا يوما نحلم بالعبث؟

هل كنّا يوما نحلم بالعبث؟

هواجس في اليوم العالميّ لحقوق الإنسان

 

الكاتب فراس حج محمّد/ فلسطين
الكاتب فراس حج محمّد/ فلسطين

لا أحدٌ يشكّ في أنّ العالم يعاني من أزمات حقيقيّة فكريّة وسياسيّة واقتصاديّة وإنسانيّة، حتّى لكأنّه قد دخل نفقا مظلما مليئا بالنّواهش والقوارض الّتي تُهَشِّم العقل والرّوح وتُنْحِل الأجساد، فينبت على أطرافها الوجع الوجوديّ القاسي لمن أراد أن يتدبّر أمر هذا الكون السّاعي بجنون نحو الجنون.

إنَّنا نعيش في “هيكليّة التّفاهة” بكلّ ما في هذا المصطلح من واقعيّة فكريّة، وليس لغويّة مجازيّة فقط، تفاهة في الأهداف، وتفاهة في الممارسة، وتفاهة في الاندماج في هذه الهيكليّة العبثيّة، لا نحسن فهم الذّات، ولا نسمع أصواتنا الدّاخلية، قمعنا أنفسنا بأنفسنا، وقزّمنا العالم فينا، فلم نعد نرى إلّا ما يراه الآخرون المتحكمون بنا.

لقد أصبحنا مستعبدين، الوظيفة تستعبدنا، والواجبات الاجتماعيّة تأسرنا، وتفاصيل الحياة اليوميّة تكبّلنا، لا نعيش أفكارنا كما نحبّ أن نعيش، وتخلّيْنا عن أحلامنا، ننظر بعين الرّيبة إلى كلّ فعل نفعله، وإلى كلّ قول نهمّ أن نقوله، حاسبنا أنفسنا فتلاشت كينوناتنا الضّعيفة الهزيلة لنغدو أشباحا تجرّ أذيال الهزيمة، وتسحب خلفها أرتالاً من أثقال الواقع فنصطدم بالحواجز الخارجيّة والدّاخليّة، فارتطمنا، وكُبّت وجوهنا في الوحل، ونقول إنّنا نمارس حرّيّتنا!

%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a-%d9%84%d8%ad%d9%82%d9%88%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86

أين هي هذه الحرّيّة أيّها العالمُ الحرّ؟ إنّها محض خيال غير متصوَّر إلّا في أحلامٍ، هي الأخرى غدت بعيدة المنال، الرّجال قبل النّساء، والأقوياء قبل الضُّعفاء، والكبار قبل الصِّغار، والأثرياء قبل الفقراء، والحكّام قبل المحكومين، كلنا مكبّلون بوهم أنّنا أحرار في زمن تخيّلناه أنّه زمن الحرّيّة والانعتاق من السُّجون والرّقّ، فإذا بنا مسجونون في دهاليز سجون، ليس لها فضاء، وليس لعتمتها انتهاء، فكم من سجينِ فكرٍ ورأي في سجون الطّغاة، وكم من شاعرٍ وأديبٍ حوكم وأقصي وعوقب بسبب إبداع تخلّق بين يديه، وكم من سياسيّ اغْتيل ونُهِش لحمه وتفتكّت عظامه بسبب رؤاه السّياسيّة المغايرة للإله الوثنيّ الحاكم، والكلّ يسمع ويشاهد، وينصت، ويتابع الفوضى كلّها دون أيّ اعتراض وامتعاض، وكأنّه يتابع أحداث فلمٍ تشدّه روعة ما فيه من إخراج الخلل على أحسن صورة!

هل كان على البشرية أن تصبح هكذا خواء وعدماً، وتعيش أقصى وأقسى درجات الانحطاط والتّشيُّؤ والعبث؟ ألم يكن بمقدور مفكريها أن ينقذوها ممّا هي فيه، أم أنّه لا أحد يستطيع أيّ فعل، وقد فقد كلّ حيّ في هذا العالم صوته ويديه، وتلطخت صورته، وفقد بصره وبصيرته؟ بل كيف صار الجميع ساعيا إلى حتفه بخطواته الثّكلى، ليكون عيشه في هذا العالم ورحيله عنه سواء بسواء؟

كم هى موجعة هذه الأسئلة؛ لأننا نعرف الإجابة، ولكننا لم نعد بشرا قادرين على أن نكون كما ينبغي أن نكون، فقد اكتفينا بصنع التّماثيل الحجريّة، ونسينا أن ننفخ فيها الرّوح لتصبح خلقاً سَوِيّاً!

عن الخبر ال واي

شاهد أيضاً

اسرائيل” تلفظ انفاسها الاخيرة

اسرائيل” تلفظ انفاسها الاخيرة تحت هذا العنوان نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية مقالاً للكاتب الصهيوني الشهير …

تعليق واحد

  1. عليان حمدان الحوطي

    مواطن من بلاد الحرمين الشريفين ضاق صدره من الحكام الكفرة والمشايخ الفسقة والمسؤولين الارهابيين الدين يذبحون الانسان مثل ذبح المواشي والانعام, انها امور فعلا تخرج الانسان عن جادة الطريق الصحيح الى طريق الهلاك يوم الدين والسبب ان المشايخ الفسقة الخونة الدين اتبعوا ملة اليهود الصهاينة وعظوا عليها بالنواجذ خوفا من الحكام الكفرة وليس خوفا من الملك الجبار الله سبحانه و تعالى , ان المواطن الدي فقد علماء الاسلام في بلاد الحرمين الشريفين الدين يبينون له وللناس حقيقة الايمان بالمسيح عيسى ابن مريم عليه السلام وحقيقة وعدم اتباع دينه المسيحي بعد ان كان مسلما ويبينون له كلام الله سبحانه وتعالى كما جاء في الكتاب والسنة الآية (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلْإِسْلَٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ في ٱلْءَاخِرَةِ مِنَ ٱلْخَٰسِرِينَ) ان هدا المسلم راوده فكرة الايمان بالسيد المسيح وهده الفكرة لم تكن تخطر علي باله ولا على بال غيره من قبل منذ ان كانت بلاد الحرمين الشريفين يحكمها حكام مسلمون صالحون يدرؤون السيئة بالحسنة وعلماء اسلام يتورعون ان يحكموا بغير ما انزل الله في كتابه وسنة رسوله مما أطال عمر حكم آل سعود في بلاد الحرمين الشريفين , انها قصة حقيقية لمواطن تربي في عائلة مسلمة سنية محافظة , لكنه اعتبر ان حياته كانت عبارة عن كذب ولعب بأحكام الله وسنة رسوله , ولكن حياته تغيرت عندما تعرف علي السيد المسيح عبر افعال واعمال المسيحيين عن كثب حيث انه يجهل ان الإيمان هو أن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ويؤمن بالقدر خيره وشره , ان هدا الموطن هو عينة من كثير من المواطنين الدين يعيشون تحت حكم آل سعود ومشايخهم ونظامهم الدي يطبق ملة اليهود الصهاينة القوانين والأنظمة في بلاد الحرمين الشريفين متجاهلين تطبيق احكام الله وسنة رسوله في اعمالهم وتعاملاتهم مع المسلمين في بلاد الحرمين الشريفين كانوا شعبا او مقيمين او حجاج او معتمرين او زوار وهدا الامر مازال قائم ما بقي هؤلاء الحكام الكفرة في سدة حكم بلاد الحرمين الشريفين قبلة الاسلام والمسلمين:-

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *