الرئيسية / مجتمع / الصحفية (رندة بخاري) :لست راضية على واقع الصحافة في السودان

الصحفية (رندة بخاري) :لست راضية على واقع الصحافة في السودان

الصحفية (رندة بخاري) :

لست راضية على واقع الصحافة في السودان

وأجد ذاتي في الطريق التي اخترتها

الصحفية والكاتبة رندة بخاري / السودان

رندة بخاري صحفية سودانية تعمل في حقل الصحافة منذ ثمانية أعوام، تخرجت في جامعة السودان قسم صحافة، زاولت المهنة منذ كانت على مقاعد الدراسة، عملت في عديد الصحف السودانية، منها الأحداث، و الاهرام، واليوم، تكتب القصة القصيرة، و تعمل حالياً بجريدة الجريدة، والأحداث الالكترونية، تشغل حاليًا مشرفة الملف الفني بجريدة الجريدة،  تناولت بكتاباتها قضايا مهمة تتعلق بشأن الفني في السودان، وأخذت على عاتقها مهمة الدفاع عن حرية الصحفي، وحقوقه من خلال زوايا كتاباتها، تثير الجدل في عديد المواقف لبعض الفنانين، تقول كلمتها بصوت عال، مسموع، دون تردد، أو تلعثم، تجيد باقتدار التعليق على مجريات الأمور في الساحة الفنية، وهذا ما منحها شخصية مستقلة، (الخبر إل واي التقتها، و فتحت معها أبرز القضايا والمواقف)، التي تعد جوهرية بالنظر إلى مجالها، و ملفها التي تشرف عليه.

حاورها / مسؤول التحرير   

  • الصحافة الفنية تقوم بدورها، ولا يمكنها أن تقول للفنان أرجوك كن طموحًا
  • نريد لصحافتنا التطور، وفتح باب الحريات؛ لتنجو من مصادرات الأجهزة الأمنية

ســ(الخبر إل واي)ـــؤال/ أين تجد ذاتها (رندة بخاري) في حقل الصحافة؟ و هل أنتِ راضية على ما أنتِ عليه مهنيًا، وما حققتيه خلال مسيرتك المهنية؟

رندة/  اجد ذاتي في الطريق الذي اخترتها لنفسي، مجال الصحافة الفنية التي بحمد الله حققت فيها نجاح لا بأس به، ولازلت اسعى واكد واجتهد وكما تعلم إن العمل الصحفي فعل إبداعي يومي شاق لذلك من الطبيعي أن تكون نفوسنا قلقة، واحيانًا لا تشعر بالرضا، ومن ثم تسعى إليه بسبل شتى لتصل إلى تلك الدرجة الكبيرة من الرضا التي يتوق إليها الجميع على اختلاف وظائفهم.

**    ***    **

ســ(الخبر إل واي)ـــؤال/ العمل في عدد من الصحف في ذات الوقت، هل يمكنك التوافق بينها، و هل لا تتضارب سياسات التحرير و تجعلك أمام عراقيل النظم واللوائح؟ وإن وجدت كيف تتعاملين معها؟

رندة / كثيرا ما يقوم العمل في الصحف على الاتفاق المسبق الذى يتيح لك مساحة من الحرية بالعمل في أكثر من صحيفة على أن لا يتأثر أدائك بإحداها على الأخرى مع الاخذ في الاعتبار إن الاوضاع الاقتصادية بالبلاد هي التي دعت ليس الصحفيين فقط بل كل المهن العمل بأكثر من وظيفة؛ لمجابهة متطلبات الحياة والأسعار، التي تقفز عندنا بالذات دون أن تلوح في الافق بارقة أمل بأن ينصلح الحال فالآمال معلقة على رفع امريكا للحصار عن السودان لنرى هل ستتحسن الأوضاع أم سيبقى الوضع على ما هو عليه.

**    ***    **

ســ(الخبر إل واي)ـــؤال/ في ظل جبروت الأجهزة الأمنية، كيف يتعامل الصحفي مع مقص الرقيب؟ هل يمكنه الاختباء وراء استعارات، أو استدعاء مصطلحات بديلة؟

رندة بخاري

رندة/ مقص الرقيب لم يعد كما في السابق يأتي إلى الصحف ووفقا لتقديراته التي نجدها دائما خاطئة ويقول هذا صالح للنشر وذلك غير صالح حيث اصبح عقابهم باثر رجعى فبعد ان يطالعوا عدد اليوم على سبيل المثال إذا كان به ما لا يروق لهم عاقبوا الصحيفة بمصادرتها من المطبعة في اليوم الثاني لذلك التحايل والتلاعب بالألفاظ غير مجدى.

**    ***    **

ســ(الخبر إل واي)ـــؤال / في تقديرك، ما هو واقع الصحافة في السودان؟ هل أنتِ راضية عنها؟ وما المأمول التي تريده لها؟

رندة/ بالتأكيد لست راضية بواقع الصحافة في السودان التي نجدها الآن تعانى كثيرًا، بداية بارتفاع تكلفة صناعتها، وكذلك الظروف الاقتصادية التي  نجدها عصفت ببعض الصحف فتوفت عن الصدور وانتهاء عند القارئ الذى نجده يعانى ايضا من ضغط اقتصادي يضعه امام خيار بين شراء صحيفة و رغيف الخبز وطبق من الفول، فترجح كفة الرغيف على القراءة، نريد لصحافتنا أن تمضي في تطور لا تراجع، وأن يفتح لها باب الحريات، واسعًا؛ لتنجو من تلك المصادرات التعسفية، التي يقوم بها جهاز الأمن في السودان من حينا لأخر عندما تكتب ما لا يروق للنظام.

**    ***    **

ســ(الخبر إل واي)ـــؤال / في منطقتنا العربية اختلطت الأمور على ممتهني مهنة الصحافة، و بات الصحفي يتخبط بين مواثيق المهنة و سياسات تحرير المؤسسات الإعلامية. هل من مشروع (مدونة سلوك) أو ميثاق شرف للمهنة، ممكن أن يلتزم به الصحفي و بالتالي يكفل له حقه في مزاولة مهنته في السودان؟

رندة بخاري

رندة/ هناك مواثيق صحفية بالسودان وقانون يكفل له حقوقه في المؤسسة التي يعمل بها ولكن نجد ان بعض المؤسسات الصحفية القانون عندها ما هو إلا حبر على ورق، لا تقوم بتفيذه، وينعكس ذلك على الوضع المالي للصحفي؛ فنجده يتقاضى حفنة جنيهات لاتسمن ولا تغنيه من الجوع، وفي الشق الثاني من سؤالك هناك صحف تفرض سياستها التحريرية على الصحفي فهناك من يرفض تنفيذها ويجد نفسه في الشارع بلا وظيفة، وأخر يصبح يدهم المطيعة، تكتب ما يشاؤون خوفا من فقدان الوظيفة والراتب الذي تقتاد منه أسرته، فلا يجد امامه خياراً سوى ان ينصاع لسياساتهم.

**    ***    **

ســ(الخبر إل واي)ـــؤال / (السلطانية) لقب أطلقتيه على الفنان الشاب طه سليمان، في الوقت الذي كان قد أطلق بعض الصحفيين عليه لقب (سلطان)، الأمر الذي أثار الجدل، و اعتبرك العض تمارسين ما أسموه (الزعامة) و لغة التهديد ة والوعيد، كيف تعيدين مصاف هذا الجدل إلى نصابه؟ وما الذنب الذي اقترفه الفنان الشاب؟ وهل موقفك جاء كرد فعل؟

رندة/ لا عداء شخصي بيني والمطرب طه سليمان، وما كتبته عنه ان ذاك افرغه احد الزملاء عن معناه الحقيقي، وأصل الحكاية تعود إلى انه اساء للصحفيين الفنيين وأنا ومجموعة من الزملاء ايضا كتبوا منتقدين سلوكه والزميل الذى كتب منتقدا لمقالي ربما يسعى للتقرب من طه فيسعى إلى ارضائه بما اوتى من مساحات عبر صحيفته وانا لم اهدد يوما مطرب او مطربه حتى وان كنت معهم على خلاف لأنني اؤمن بأهمية رسالتي الصحفية القائمة على المهنية لا الويل والثبور بالاضافة الى انه من لطبيعي ان يكن لكل فعل رد فعل بتساوي معه في المقدار.

**    ***    **

ســ(الخبر إل واي)ـــؤال / (يخط الفنان نهاية مشواره الفني بيده، عندما يصبح واجهة للسلطة الحاكمة) في اقتباسنا هذا من مقالة سابقة لكِ.. في تقديرك هل يحق لنا كصحفيين أن نطالب الجمهور بمقاطعة فنان، أم يكفي قولنا (نحن بريئون منكم ومن أفعالكم)؟

رندة/ الصحفي يقف على الحياد لا يحرض احد ضد احد، وانما يؤدى واجبه ويقدم النصح والارشاد ثم على جمهور المطرب ـ عطفا على سؤالك  ـ أن يتخذ القرار المناسب تجاهه، خاصة وانه ـ أي الجمهور ـ  يتمتع بدرجة كبيرة من الوعى، تجعله يميز بين الصالح والطالح، والطيب والخبيث، ومن ثم يتخذ قراره  بالمقاطعة او الاستمرار، وفقا لقناعاته الشخصية.

**    ***    **

ســ(الخبر إل واي)ـــؤال/ هل تعتقد رندة بخاري ـ بصفتها تعمل في حقل الصحافة الفنية ـ أن عدم عبور الأغنية السودانية للحدود الإقليمية ذنب اقترفته الصحافة المحلية؟ ولماذا؟

رندة/ ذنب اقترفه المطربون في حق انفسهم، فالفنان “سيد خليفة” سفير الأغنية السودانية، وصاحب الأغنية الأشهر عربيًا (المامبو السوداني) لم يقف مكتوف الأيدي في انتظار أن تعبر به الصحافة إلى خارج الحدود بل حمل هم نشر الفن السوداني بنفسه، وسعى إلى طرح الاغنية السودانية في محافل دولية، هذا من جهة و أخرى الامر أرى انه له ارتباط وثيق بالطموح الفني الخاص بالمطرب فعلى سبيل المثال هناك المطرب الشاب طه سليمان الذى خطى واسعة نحو العالمية وبثت اغنياته على قنوات عربية واقرانه من المطربين يلاحقون العائد المادي للحفلات المحلية يقبلون اياديهم (وجهها وظهر ) الصحافة الفنية تقوم بدورها على أكمل وجه، لكنها لا يمكنها ان تمسك بيد احدهم لتقول له ارجوك كن طموحًا.

**    ***    **

عن الخبر ال واي

شاهد أيضاً

أدونيس: تبقى بيروت صانعة الثقافة في العالم العربي

أدونيس: تبقى بيروت صانعة الثقافة في العالم العربي هالة نهرا قُبيل أحداث غزّة التي شغلت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *