عندما تغتال الثقافة
يأخذ الجهل شكله المنمق، و مظهره الزائف.. تصبح كل الكتابات بلا قيمة.. كل الجرائد.. لا بل كل المنابر.. خرابات خاوية.. لا فرق بين النور و الظلمات.. المثقف و الجاهل على حد سواء
عندما تغتال الثقافة
يعود الكاتب إلى سجنه، مكبلاً بالسلاسل.. حاملاً أدواته المشوهة، نعتها الحبر و الورق
عندما تغتال الثقافة
ترى أشباه المثقفين يحملون لوائها ؛ كالذي يحمل أسفاراً.. بلا هدف سامي.. بلا مبادئ.. تراهم جثثا خاوية.. تتنفس.. تتحرك.. تتكلم كلاماً غير مفهوم.. لا يرقى إلى مستوى الحنكة
عندما تغتال الثقافة
تصبح الرذيلة كالفضيلة.. و الشخوص الفارغة الفاشلة أجلاء يُنحنى لها.. تنعدم الأمانة.. و تتوه الرسالة.. و تبقى الحقيقة وشماُ على جدار الماء
الظلم يسود الأمكنة.. و الوشم سرعان ما يتلاشى.
هل من بديل ؟ عندما تغتال الثقافة
هل سنصنعها محلياً ؟ أم سنكتفي بالمستوردة ؟
من سيرسم ملامحها.. معالمها.. رموزها.. ؟ من سيقول ها هنا كانت قائمة ؟
عندما تغتال الثقافة..
ماذا عن الماضي السعيد و الكئيب.. القريب و البعيد ؟ !
ماذا عن أجيالنا القادمة ؟ ماذا نورّثهم ؟ فيما سيقرؤوننا ؟ !
أسفي على أبنائنا..
عندما تغتال الثقافة
على مرأى و مسمع من العالمين.. ليس للكُتاب قيمة.. و لا الجرائد و لا كل الخرابات الخاوية
سيبقى أشباه المثقفين.. رؤوس تحملها الأكتاف أثقال تحملها الأرداف، تصعد صوب الهاوية.