الرئيسية / ثقافة / قصة ورواية / نـــزوة / قصة قصيرة للقاص عبدالرحيم بوحفحوف

نـــزوة / قصة قصيرة للقاص عبدالرحيم بوحفحوف

نـــزوة

القاص عبدالرحيم بوحفحوف/ ليبيا

القاص عبدالرحيم بوحفوف ليبيا
القاص عبدالرحيم بوحفوف ليبيا
  • اليوم الأول

   هاهو يجتاز بوابة الجمارك بين بلاده وجارتها … بعد أن أتم ختم وثيقة سفره …وتأكد من إجراءاته …تهدهده اللهفة للإثم …طائرا على جناح السرعة إلى حيث يمني  نفسه بالانسجام والاستجمام …دون  أن  ترقبه عين كما يظن !!! 

– اليوم الثاني 

     رتب شؤونه واستقربه المقام قرب مراقص كثر ..تحوطها بؤر شهيرة بالعهر ..أخذ في البذخ والسهر والسكر ..يغلبه هواه وتحكمه نفسه الأمارة بالرذيلة كل ليلة ..ومن حضن إلى آخر ..يراهن ويقامر ..وياقلب لا تحزن ..وقهقهات وهمهمات وعاهرات كاسيات عاريات  ؟؟

  • اليوم الثاني عشر

   أمعن في ممارسة الخطيئة ..وهتك المناطق  المحرمة بمنتهى التلذذ ..حتى ساورته مشاعر أن لا فحل فى هذا الكون سواه ..فيما طوابير المومسات لا تكاد تخطئ مدخل شقته المستأجرة مفروشة للمعاصي .. حيث تتواصل ليالي الآثام الحمراء ؟؟

– اليوم الحادى والعشرون

   بدأ يصيبه الأعياء بين الحين والآخر ..وتخور قواه في ربيعها وتذبل قبل موسم الحصاد ..أشار عليه أحد معارف  رابطة الفجور بضرورة مراجعة إحدى المصحات الطبية المختصة .. لكنه تكابر على ذلك .. على الأقل الآن .. معللا بأن السبب الرئيس يكمن في كثرة الـــــــــــ….

والإجهاد منـــــــــــــ ………..؟؟

-اليوم السابع والثلاثون

نفد بيت المال المحمول …وتطايرت صكوك الاقتدار … وتناقصت مخلاة العز بعد وفور ..وانقلبت الأحوال …ومرت الايام  ثقال ..ولم يعد هناك مناص من أخذ قرار العودة إلى مسقط الرأس ..أو ” موجع ”  الرأس كما يطلق عليه ..حيث غابت وتغيب كل صور ومبهجات الحياة المفرحة حسب ما يعتقد ..

  • اليوم الخمسون
  • يغادر وكره على مضض ..جارا أذيال الخيبة والفلس والندم .. مارا عبر نفس البوابة ولكن بعكس الاتجاه السابق .. وصل إلى منزله بعد انتصاف الليل ببضع دقائق … رمى حقيبته الصغيرة …واستلقى وكأنه يحمل أطنانا من الهموم والآلام على كاهله ..تساءل : كيف أنقاد بسهولة وراء شهواته …واستسلم لرغبات الشياطين ؟ وما الذي دفعه لمضاعفة ذنوبه هكذا ولمرات عدة في وقت وجيز ؟ ولماذا لم يستثمر هذه الأموال في مشروع يستفيد منه عياله الذين فقدوا أمهم في حادث سير أليم قبل عامين ونيف ؟ و…….و……. حتى غط في نوم عميق .

 – اليوم السادس والثمانون

تثاقلت خطاه … وأصاب الوهن أطرافه وخفت بريق عينيه …وامتقعت ملامح وجهه ..وانتشرت مجموعة قليلة من البثور الغريبة على بعض أجزاء جلده … لكنه لم يعر الأمر  أي أهمية تذكر ..ومع مرور الايام وتوالى الشهور ساءت حالته ..وتدهورت أوضاعه الصحية ..مما دعا  أحد زملائه إلى مرافقته بعد عملية إقناع غير قصيرة ..من أجل إجراء فحوصات طبية كاملة شاملة لمعرفة الاسباب الكامنة خلف هذا الاعتلال .

– اليوم مائة واثنان وار بعون

ممدد على السرير داخل غرفة رقم (3 ) بمصحة أيواء مرضي نقص المناعة المكتسبة في أقصى الشمال الغربى من المدينة ..بعد الحجر عليه خلال عملية التحرى الطبى ..إلى حين الانتهاء من التحقيقات المتعلقة بمسببات هذا المرض اللعين .. واستكمال التحاليل وانتظار ظهور نتائجها .. وكلما تمَّ الانتهاء من بعض منها ..يتقرر نوعية ومواعيد تحاليل أخرى جديدة…………وتمر الايام   .

– اليوم ثلاثمائة وسبع وعشرون

يتابع ويراجع قوائم تعليمات الاطباء بمنتهى اليأس … ويدقق بعصبية القنوط فى رزمة النشرات المرفقة مع أغلب علب الأدوية …تأكله الساعات واحدة تلو أخرى .. وتفترسه النبضات  نبضة بعد  نبضة  .. إثر قيامه بتلك النزوة الخاتمة التى قفلت ملف الفرح وفتحت ملفَّ النَّدم ..

ـــــــــــــ

عن الخبر ال واي

شاهد أيضاً

هناء نور : تكتب “علبة حليب” قصة قصيرة

هناء نور تكتب : “علبة حليب” قصة قصيرة يؤلمني جدا حين يعتصر ثديي في كفه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *