الرئيسية / ثقافة / مقالات ثقافية / هل الكذب مصدر للحقيقة؟

هل الكذب مصدر للحقيقة؟

هل الكذب مصدر للحقيقة؟

بقلم : أحلام داعوثي- تونس

“يمكن للكذبة أن تسافر نصف العالم، بينما الحقيقة مازالت تلبس حذاءها” ألهمتني هذه الجملة المعبرة، فالإنسان يكذب منذ أول مطلع في حياته؛ لخدمة مصالح شخصية عن طريق كلمات وأفعال وهمية، وخيالية، وأن الحقيقة لا تقال كاملة حتى ولو أثبت قوله فنحن نستعمل الكذبة عن غير إدراك والحقيقة تقتضي العودة للوقوف في وجه البسيطة، أرى أن الكذب عبارة عن قول يعبر عنه القائل لتبرير ما يسمى “الخوف المفرط من الحقيقة”

 وتبقى ملمة بأهم انفعالات الخوف؛ فالبعض يرى أن الكذب جرم في حق الإنسانية، والبعض الآخر ينظر إليها كطريق للحقيقة المثبتة يمكن اللجوء إليها، إلا بتلك التعابير الكاذبة وما تعرف بــ : “حقيقة عبر تعابير الكذب” أما الحقيقة فهي الأصل وهو ما عبر عنه (سيغموند فرويد) بالحال الطبيعي بلا تصنع ولا انفعال، فمجال الحقائق تكمن في إبراز تلك الانفعالات، السطحية والباطنية، بكل ثقة وصدق لتصديقها وتمييزها عن باقي الأقاويل المشكوك بها.

 لكن هل أن الكذب مصدر للحقيقة؟

 

هل أن الكذب مصدر للحقيقة؟

وإن كان لا وجود للكذب هل كانت ما تسمى حقيقة؟ إذا نظرنا على سبيل المثال للفلسفة، فهي تتطرق بحد ذاتها إلى الجانب غير المحق للوصول للحقائق المثبتة، فالإنسان لا يستطيع أن يجعل نفسه رهينة كذبة معينة، بل يحتاج للواقع، ولا يستطيع تحمل تبعات كذبة ما، هنا نجد الحقائق المقبولة والمرضية والعفوية، وشبه الانفعالية أن تكون محقوقة المراد، لا منهية عن المعقول، فالحقيقة المفزعة، خير من شك من كذبة يغشيها الالتباس، والمغالطة، بل تعد تصحيحاً لنظرة شخص تجاه آخر .

في رأيي لا أرى فرق بين كذبة وأخرى، طالما جميع لأكاذيب محترفة؛ وخاصة من أشخاص مقربين؛ فالكذب أنواع، يمكن أن يكون الكذب في شكل عاطفة؛ فيسبب انفعال أو ألم للإنسان الذي يُصدقها جراء الحنين أو عاطفة ذلك الشخص.

 و الكذب بتعابير صادقة وهي الأكثر انتشاراً، يستعمله خاصة الأشخاص ذوي السلطة والمراكز العليا، من خلال قراءة أفكار ومحتوى استيعاب صاحبه فيمتلك الكلمات السحرية، وفن ابتكارها لهدفه، فيصيبه ويصل إلى مبتغاه، الطاعة الكاملة له؛ وذلك بامتلاكه فن الرد أما الكذب في بعض الروايات؛ وذلك للإشهار بها و تقديمها في أحسن صورة للمشاهد وإلهامه ومتعرف بــ : “الكذبة البيضاء” فهي مستحبة عند بعض الناس، ومقبولة، فلا نجد الكثير من رافضيها، فهي عبارة عن تعبير مجازي ومبالغ فيه؛ للتواصل مع الحرفاء، تجربة الكذب أفسحت المجال للإنسان للتعرف على  الحقيقة وتمييزها عن باقي الحقائق، ودافع لتفهم نمط الحياة وتجاوزها.

عن الخبر ال واي

شاهد أيضاً

“سوسْطارَة”… الحَفْرُ فِي عَوَالم الظِلّ

“سوسْطارَة”… الحَفْرُ فِي عَوَالم الظِلّ مقالة الروائي الكبير واسيني الأعرج عن ” سوسطارة”، لروائية حنان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *